أرشيف المستشار: الشباب ذووي الدخل المحدود


هذا المقال مأخوذ من أرشيف المستشار صلاح. بينما تبقى النقاط الأساسية وهناك قيمة كبيرة يجب أخذها ؛ يجب أن يدرك القارئ أن المعلومات مثل الاعتبارات واللوائح البيئية قد تتغير في السنوات اللاحقة.

Al Bayan 5

كتب أحد القراء مشكورا و معلقا علي مقالاتي في البيان الغراء قلقا علي العائلات حديثة التكوين و محدودة المصادر ماديا و كيفية تعاملهم المالي السليم نظرا لتحديات العصر الأستهلاكي و المكلف ماديا ، طالبا الكتابة في هذا الموضوع.

هناك مؤسسات مالية تساعد الشباب المقبلين علي الزواج و ذلك بأعطائهم المنح المالية كصندوق الزواج (مشكورا علي جهوده و مهمته المكلفه) أو المؤسسات المالية الخاصة كالبنوك و المصارف و شركات التمويل التي هي في أمس الحاجة ألي توظيف متخصصين في الأستشارات المالية و التخطيط المالي لتقديم الأستشارة المالية السليمة لهؤلاء الشباب و لمصلحة الشباب و عائلتهم الجديده فقط وليس تلك المؤسسات ، لأن النصيحة المالية الجيدة في بداية الحياة الزوجيه يسهل أتباعها ، خاصة أن المتزوجين الجدد لم يبدأو بعد بتكوين أو أتباع سلوك و عادات مالية غير سليمة (العلم في الصغر كالنقش في الحجر).

و في حالة أنعدام وجود أختصاصين ماليين فبأمكان أي شخص بتعلم السيطرة و التحكم بشئونه المالية و ذلك بأتباع الخطوات التالية التي تشمل حصر الموجودات(الأصول) و الألتزامات و الميزانية الحالية و الأهداف المستقبلية و الأدخار و الأستثمار ، علا أن لايقوم الزوجان بأي تصرفات مالية كبيرة بدون أستشارة تخصصية من شخص مؤهل و مرخص من المصرف المركزي أو الدائرة الأقتصادية أو وزارة الأقتصاد و التجارة.

الميزانية الشهرية: أولا يمسك الزوجان بالورقة و القلم ويبدآن بتحديد المداخيل المالية كالراتب و أية مداخيل أخري أن وجدت و يسجلا جميع المصاريف مثل أيجار المنزل و الطعام و الملابس و الترفيه و قرض السيارة و أية مصاريف أخري لكي يتضح لهما سلوكهما المالي و طبيعته و معرفت أذا كانا يعيشان علي قدر دخلهما أم أن هناك أسراف و هذا مايسمي بالميزانية المالية الشهرية التي ينصح بأستخدامها لجميع الأعمار و المداخيل أن أردنا السيطرة علي الوضع المالي و يمكن تشبيهها بالكشف الطبي لمعرفة أن كان هناك خلل ما أو اننا بخير. و الميزانية المالية تتغير كلما كان هناك تغير في المداخيل ككسب زيادة في الراتب أو وضيفة جديدة براتب أعلي أو بداية عمل الزوجة أو علاوة راتب أو أرث مكتسب أو أية مداخيل أضافية أخري ، و تتأثر أيضا أذا أحتجنا بأن نشتري منزلا أو أن نقوم بدفع دفعة أولي للقرض أو شراء سيارة جديدة أو أرسال أطفالنا الي مدرسة خاصة أو أننا أسرفنا وقمنا بشراء أشياء كثيرة خلال الشهر.

الأدخار و التوفير و الأستثمار: يتم حصر ماهو موجود في حساب البنك الجاري و حساب التوفير أن وجد(ينصح بأفتتاح حساب توفير في حالة عدم وجوده) و الأسهم الاستثمارية و السندات الأستثمارية و المحافظ الأستثمارية و أية محافظ أو حسابا تقاعد و أية أستثمارات أخرى مع تدوين و كتابة ربحية أو ريع أو نسبة الأرباح السنوية لكل نوع من  ما ذكر سابقا لكي يسهل معرفة أن كنا نوفر أولا و من ثم هل لدينا أية أستثمارات و ماهي مردوداتها و هل نحن من النوع المخاطر أو المحافظ في الأستثمار علي أن يتم خلط و أختيار المحفظة الأستثمارية تبعا لتحديد أختيارات المخاطر الشخصية لتقليل المخاطر و زيادة العوائد.

و في هذا المجال يتبع الشخص السوى ماليا عادة طيبة بالدفع لنفسه و لعائلته ، و ذلك بأقتطاع نسبة محددة من الدخل الشهري (10 الي15) في بداية كل شهر(و يفضل من خلال تعليمات للبنك الذي ينزل فيه الراتب) لكي يتسني بعد ذلك الي صرف مابقي من الراتب والدفع للآخرين كلأيجار و حساب البقالة و أية جهات أخري ، و هذا التوفير يسمح بتكوين مبلغ مالي جيد يؤدي الي تحقيق أهداف مالية مستقبلية مثل دفعة أولي لشراء المنزل أو رأس مال جيد لبداية عمل خاص أو لتدريس الأطفال مستقبلا عندما يكونون في سن الدراسة الجامعية أو مبلغا تقاعديا محترما يساعدنا مستقبلا عند التقاعد. و يسمح هذا التوفير المنتظم و المستمر الي تعزيز أمكانيتنا في الأستثمار و أيجاد المردود و العائد المناسب لتشغيل و أستثمار تلك الأموال ، حيث أن الأستثمار يمكن أن يكون في الأسهم و السندات و المحافظ الأستثمارية و محافظ العقارات الأستثمارية(تجارية أم سكنية) و أية وسائل أستثمارية أخري(ينصح بأخذ أستشارة تخصصية من شخص مؤهل و مرخص من المصرف المركزي أو الدائرة الأقتصادية أو وزارة الأقتصاد و التجارة قبل أي أستثمار) و لاتتبع نصيحة شخص آخر غير مؤهل في معظم شئونك المالية لأختلاف الوضع المالي و الأهداف المالية و الأحتياجات المالية  و الوضع الأجتماعي و السن و لتفادي مضاعفي الأموال (الأحتيال ) ، لذا نحتاج الي خطة مالية مصممة طبقا لأحتياجاتنا و أهدافنا المالية الخاصة بنا وليس لروشيتات أو وصفات الغير المالية.

و يعتبر الأدخار صفة حميدة و لاتسري علي أدخار و توفير المال فقط  و لكنها تمتد لتؤثر أيجابيا علي نمط وسلوك حياتنا وذلك بتجنب الأسراف و التبذير و الأهدار المستمر للمال كما نبذر علي الغذاء الذي يرمي في القمامة والملابس و الأثاث الذي يتم تغييره سنويا و السفر السنوي و شراء كل مانريد و نرغب و نتمنى و ليس مانحتاج( و هو بيت الداء) ، فتغيير نمط الحياة علي ماتعودناه خلال سنوات الرخاء يجب أن يحدث الآن لمواجهة سنوات عجاف تتجه أليها معظم دول العالم خاصة الخليجية(أزدياد عدد السكان ، تكاليف التنمية ، قلة مواريد الدول المالية ، الغلاء ، أزدياد الألتزامات المالية الشخصية ، زيادة تكاليف الحياة).

شراء المنزل: يعتبر شراء المنزل من أكبر الأستثمارات لكثير من الناس بجانب أستثمارات التقاعد و ينصح بأدخار قيمة الدفعة الأولي و شراء المنزل في أسرع وقت لتمكين المتزوجين حديثا علي تملك المنزل الخاص بهم و لأمكانية تحقيق الأستقلال العائلي الذي يساعد علي الأعتماد علي النفس و علي تكوين علاقات صحية و سليمة بين أفراد العائلة الجديدة و يساعد كذلك علي الأستقلال المالي و تحمل المسئولية.

و كثير منا يتقدم بطلب علي البرامج الأسكانية و يتوقف عند هذا الحد أما بالأنتظار أو أستلام المنزل و تفويت فرص أستثمارات عقارية جيدة ، ففي دولة الأمارات اليوم المؤسسات التمويلية المتعددة ذات التسهيلات الجيدة و القروض طويلة الأمد ذات فوائد معقولة و العقارات السكنية المتوفرة بأسعار جيدة كالشقق و الفلل مما يسمح بتملك أكثر من عقار و خاصة المواطنين المتزوجين حديثا.

التأمينات: يتم حصر الأحتياجات التأمينية سواء كانت تأمينات عامة أو تأمينات حياة أو تأمينات صحية أو تأمينات تكافل أسلامي ، و تشمل تأمين السيارة و تأمين البيت و تأمين موجودات البيت و تامين الحوادث الشخصية و تأمينات الأعمال و تأمينات الحياة و التأمينات الطبية و التأمينات الجماعية و تامينات التقاعد.

و تعتبر التأمينات بجميع أنواعها ضرورية وهامة لنا جميعا ولا يمكن الأستغناء عنها لما فيها من الحماية ضد المخاطر التي نواجهها في حياتنا و ليس ضد القدر كما يعتقد البعض ، و تعتمد علي مشاركة آلاف من الأشخاص خلال الأقساط التأمينية لتوفير التعويض المالي المناسب عند وقوع الحوادث أو المرض و حصول خسائر مادية و هذا الشكل من التعاون و التعاضد من خلال التأمين يعتبر نوعا من التكافل وقد أستخدمه حمورابى منذ آلاف السنين و الأغريق و المسلمين عن طريق التكافل الأسلامي(أعقلها فتوكل).

و لتأمينات التقاعد و تأمينات الحياة و تأمينات التكافل خاصية مميزة و هي العلاقة الطويلة الأمد التي تربط المؤمن عليه و شركات التأمين و لذا يجب أن يتم شراء أو المساهمة في هذا النوع من التأمينات بعد أعداد خطة مالية محددة الأهداف تشمل هذه البرامج.

و بلأضافة ألي ماذكر أعلاه يجب أن تتحلي العلاقة المالية بين الزوجين الجديدين بالشفافية و الأفصاح المالي بين الأثنين من ناحية الموارد و أن لايتم شراء أو القيام بأي تصرف مالي كبير دون مناقشته و الموافقة عليه سويا و تعلم التضحية في قبول عدم الشراء أو الصرف أو الأسراف أذا كنا في غنى عن ذلك و أن نتعلم بان نحكم عقلنا و ليس عواطفنا أمام الأغراءات و أن لا نعير أهتماما بما يمكن أن يشتري أو يلبس أو يركبه الغير لأن حياتهم ليست حياتنا و أن نعرف بأننا أذا قمنا بأتباع ميزانية شهرية فبأمكاننا أن نجد مالا وفيرا لحياة أفضل و مستوي معيشة جيد.

تحديد الأهداف المستقبلية: واحدة من الأشياء التي أستغربتها عندما عملت في أحدي أكبر شركات التأمين الأمريكية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية و كان ذلك في أول مقابلة حيث سألني مدير الفرع ماهي أهدافي في الحياة ، و جلست لبرهه و لم أستطع الأجابة لأنني لم أسأل هذا السؤال من قبل و لم أفهم ماذا كان يعني ، و بدأ بأقتراح بعض الأهداف مع كتابتها علي ورقة يذكرني بها في أجتماعات العمل الربع سنوية ، مثل شراء السيارة (نوعها و قيمتها) و شراء البيت(حجم البيت ، المنطقة ، السعر) و أفتتاح فرع لوكالة تأمين خاصة بي(نوع النشاط ، حجم الوكالة ، المصاريف و التكلفة المبدئية) و تدريس الأطفال في مدارس خاصة(بعد كم سنة ، في أية جامعة ، والتكلفة في ذلك الوقت) و التقاعد(في أية سن ، مستوي المعيشة عند التقاعد ، مبلغ التقاعد الأجمالي) و أية أهداف أخري ، حيث تختلف الأهداف المالية نظرا لأهميتها و حجمها و وقت تحقيقها علي أن تكون قابلة للتحقييق و محددة و أن تكون مبنية علي أساس أحتياجاتنا.

فتعلم وضع الأهداف الحياتية و المالية من الصفات الرئيسية و الواضحة للأشخاص الناجحين ماليا ، أي أنهم ينظرون الي وضعهم الحالي بتحليل دقيق للتعرف علي أحتياجاتهم المالية و من ثم و ضع أهداف مالية و خطط تؤدي الي تحقيق تلك الأهداف و لا تدع للصدف أو الآخرين فرصة في التحكم أو التأثير علي مستقبلهم وأمنهم و نجاحهم المالي.

يجب أن تكون مهمتنا و مسئوليتنا جميعا بأن نمكن المواطنين و المقيمين(حديثي الزواج أو الآخرين) علي السيطرة و التحكم في شئونهم المالية بدراية و فاعلية علي أن يحققوا أهدافهم المالية و أن يصلوا الي النجاح المالي وأن يساهموا في تقوية أقتصاد الدولة لا أن يكونوا عالة عليه أو أحد مسببات كبوته.

اترك تعليقاً