أرشيف المستشار: تمكين الناس


هذا المقال مأخوذ من أرشيف المستشار صلاح. بينما تبقى النقاط الأساسية وهناك قيمة كبيرة يجب أخذها ؛ يجب أن يدرك القارئ أن المعلومات مثل الاعتبارات واللوائح البيئية قد تتغير في السنوات اللاحقة.

Al Bayan 7

من أهم الإجراءات أو الطرق المؤدية إلى تطور و نمو قدرات الإنسان  و تحسين ظروفه و أحواله المعيشية هو ما يسمى “تمكين الإنسان” أو ما يسمى   Empowerment of People و هناك الآن في العالم المتقدم مؤسسات و جمعيات و برامج حكومية تهدف إلى مساعدة الإنسان العادي علي أن يتعرف علي قدراته  و أن يطورها ليحسن ظروف معيشته و وضعه المالي و الاجتماعي و المهني و لكي يصبح مواطنا صالحا و منتجا و قادرا علي الاعتماد علي النفس (الاستقلالية).

و إذا نظرنا إلى مجالات تمكين الإنسان ، فنجدها تدخل في تحسين الوضع المالي ، و القضاء علي الفقر ، و توفير الغذاء الجيد ، و أيجاد المسكن و القضاء علي حياة التشرد ، و القضاء علي العنف المنزلي (ضد النساء و الأطفال) و القضاء علي العنصرية ، و القضاء علي الفوضى (سيادة و تطوير القوانين) ، و تحسين فرص و ظروف العمل ، و القضاء علي البطالة و حماية البيئة و المحافظة علي الصحة.

و تتوجه الجهود عامة لتمكين الأفراد و المحيط الذي يعيشون فيه (البلدة أو القرية أو المدينة) لتحقيق أهداف تطوير و تحسين نوعية و مستوى المعيشة ، و عندما يكون التمكين خاص بالأطفال تتضافر جهود الجمعيات و المؤسسات الخاصة و الحكومية بالتركيز علي الحالة الصحية و العناية الصحية  و علي مدى الاستعداد علي الاستيعاب و النجاح الدراسي و علي أمن و سلامة الطفل ، ومنع استغلالهم أو استخدام العنف معهم ،  و علي توفر الغذاء الجيد ، و علي توفر بيئة مناسبة للعناية و الاهتمام في الطفل.

و تمكين العائلات متوسطة أو محدودة الدخل يحضا باهتمام كبير نتيجة للهوة الكبيرة الموجودة حاليا بين الناجحين ماليا (الأغنياء)  وهم يمثلون من ثلاثة إلى أربعة في المائة من عدد السكان في معظم المجتمعات ، و لتزايد معدلات الفقر عالميا ، و كذلك لزيادة احتياجاتنا المالية الحالية و المستقبلية ،  مما يتطلب تمكين و مساعدة العائلة علي السيطرة و التحكم بوضعها المالي.  و تقدم برامج التخطيط المالي التدريبية التي تهدف إلى  توسيع قاعدة أصول و موجودات العائلة و إلى دراسة ظروف و وضع العائلة المالي و وضع أهداف مالية مستقبلية و وضع خطة مالية لتحقيق تلك الأهداف. و يحضا تخليص العائلة من الديون و تقليل الفوائد و أعاده جدولة تلك الديون الأولوية ، يتبعها توفير المسكن و شراء المنزل عوضا عن الاستئجار ، لأن شراء المنزل يعتبر من أكبر الاستثمارات التي يقوم بها كثير من الناس و يؤدي عامة إلى أن تبدأ العائلة بأن تدفع لملكها الخاص بها  و ليس لأملاك الآخرين (أيجار المنزل). و تتعلم العائلة كذلك علي أن تضع ميزانية مالية شهرية و أن تشتري ما تحتاج وليس ما تريد أو ترغب و تبدأ في التوفير و الادخار و أن تحاول أن تطور أو أن تزيد موارد الدخل كالتطور المهني و التطور الوظيفي أو البدء في مشروع صغير. و توضح لتلك العائلات جميع البرامج و القوانين و الامتيازات المتوفرة مثل برامج الإقراض و الاستثمار و التدريب المهني و خدمات حضانة الأطفال المجانية (للأزواج العاملين) و الخدمات القانونية المجانية و برامج خدمات الأعمال الصغيرة و استشارات تقليص الديون    لتحسين المعيشة و تطوير الموارد المالية للفرد و للعائلة. 

و يحضا الأفراد بنصيب جيد من برامج التمكين فتتجه تلك البرامج لتمكين الأشخاص الخارجين من الحوادث الكبيرة المؤدية إلى عجز أو فترة نقاهة و تأهيل طويلة بعد علاج في المستشفي و الخارجين من المصحات النفسية و مطلوب انخراطهم في ظروف الحياة العادية و المدمنين السابقون (المخدرات) و الخارجين من السجون و المرأة المتزوجة أو المنفصلة عن زوجها و عانت في السابق أو تعاني حاليا  من العنف المنزلي (يشمل الأطفال أيضا) إلى التعامل مع المشاكل و المصاعب التي يواجهها الفرد و إلى تمكينه من التغلب عليها و العيش بدون إعاقات أو مشاكل.

و تساعد كذلك علي تعلم الفرد علي أن يتحكم في محيطه و بيئته التي يعيش فيها و علي أن لا يستغل من الآخرين أو يسير رغما عن رغباته لما يضره أو يضر الآخرين و أن يتعلم ما يضره و ما ينفعه.

و يعرف البنك الدولي The World Bank التمكين بأنه الأجراء الذي يسمح للفرد أو الجماعة علي أن يمتلك خيارات يقدر من أن يحولها إلى أفعال و أهداف مرغوبة ،  و تأخذ مركز الصدارة الأفعال التي تؤدي إلى بناء الإنسان و زيادة أصوله و ما يملكه و التي تؤدي إلى تحسين أداء و خدمات التمكين.

و يقوم البنك الدولي بتمكين الكثير من الناس في مناطق مختلفة من العالم لتحسين مستوى معيشتهم و توفير البيئة الملائمة للتطور الذاتي و تمكين الإنسان الذي يعيش في ظروف فقيرة من البناء و النمو معتمدين علي مساهمتهم و جهدهم الخاص. و الأنشطة التي تؤدي إلى تمكين الإنسان سواء في المجال الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي و الصحي و التعليمي ، يتوقع أن توفر فرص التطور و النمو و أن تثري نتائج التطور و أن تحسن نوعية الحياة و مستوى المعيشة.

و من برامج التمكين ما يخص الشباب الذين هم في سن المراهقة و المشاكل المتعددة التي يواجهونها في عالمنا الحاضر مثل مخاطر المخدرات و الانحراف و الانتحار و العنف في المدارس و المشاكل الأخرى ، حيث أن المؤسسات المختلفة مثل المؤسسات الاجتماعية و التجارية الخاصة و المستشفيات و مراكز الشرطة و المؤسسات الدينية  و المدارس و جمعيات الآباء المدرسية و جمعيات الخدمات الاجتماعية تقوم بجهود كبيرة في عقد ندوات و ورش عمل لأشعار و إفهام الناس عامة بإمكانية أيجاد و تحسين الظروف  الهادفة إلى العيش السوي ، و بتوفير البرامج و الحلول المناسبة لهؤلاء الشباب.

و في دولتنا الفتية هناك المؤسسة الخاصة بالتمكين الاجتماعي للأيتام التي ترعي أيتاما من جنسيات مختلفة موفرة لهم فرص العيش الكريم و التعلم و التطور الطبيعي.

اترك تعليقاً